جديد المكتبة

السبت، 12 يوليو 2014

المؤمن في كل الظروف مؤمن

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وال محمد

إِنَّ الْحَـــــــمْدَ لِلهِ تَعَالَى، نَحْمَدُهُ وَ نَسْتَعِينُ بِهِ وَ نَسْتَهْدِيهِ وَ نَسْــتَنْصِرُه

وَ نَــــعُوذُ بِالْلهِ تَعَالَى مِنْ شُــــرُورِ أَنْفُسِنَا وَ مِنْ سَيِّئَــــاتِ أَعْمَالِنَا

مَنْ يَـــهْدِهِ الْلهُ تَعَالَى فَلَا مُضِــــلَّ لَهُ، وَ مَنْ يُـضْلِلْ فَلَا هَــــادِىَ لَه

وَ أَشْــــــــــهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا الْلهُ وَحْــــــدَهُ لَا شَــــــرِيكَ لَه

وَ أَشْـــهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، صَلَّى الْلهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَا


واشهد ان علياأ ولي الله

أَمَّـــا بَعْــــد

المؤمن في كل الظروف مؤمن
كما هو معلوم أن كل إنسان على وجه البسيطة يمر بظروف متغيرة ومتفاوتة في الصعوبة والسهولة بين الرخاء والشدة وبين يسر والعسر وبين الفقر والغنى وهكذا من المتناقضات . وقد يستغرب من يفكر في هذا الموضوع للوهلة اﻻولى ،إﻻ إن هذا اﻻمر  اجري ضمن حكمة عظيمة مضمونه الحديث القائل : المؤمن ﻻ يشغله شأن عن شأن.
اي أن المؤمن ﻻ يتغير عن ايمانه إلى شيء أخر بمجرد تغير الظروف من السهولة الصعوبة . وقد يلحظ الكثير هذا المعنى حيث نجد من الناس في ان يمر به تغير في ابسط الظروف حتى ينسبخ عن مبادئه وإيمانه وتحسه شخص آخر .
قد تظنون ان هذا الموقف يوجدفقط في حالة تحول الظروف من الحسنة إلى السيئة (لو صح التعيير عنها) ،بل اﻻمر الشامل حتى الجانب اﻻخر اي من السيئة إلى الحسنة . والدليل اﻻية 76 من سورة التوبة قال تعالى  فلما ءاتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون )حيث كانوا يعيشون الفقر أو قلة المال فقالوا ( .. لئن ءاتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين). 
قد يظن البعض ان اﻷمر سهل وقد ينعتنا بتهويل اﻷمور . ولكن الحقيقة هي ان اﻷمر صعب خاصة واننا في الكثير من مواقفنا بنيناها  على ردود افعال متأثرة بالظروف المحيطة بنا (مادية كانت أو معنوية ) . فمثﻻ نريد ان ننام  ويبكي طفل فترانا ننزعج ونتذمر ونتكلم بما ﻻ يليق بنا كمؤمنين كأن نكلم الطفل وهو ﻻ يفهم كﻻمنا او نصيح عليه ونصرخ وغيرها من اﻷمور التي قد تصل إلى الضرب في بعض اﻷحيان .
وهذا اﻻمر على ما أعتقد له علاقة بفلسفة البﻻء التي تبينها اﻻيات التالية:
قال تعالى  أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا ءامنا وهم ﻻ يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين).
حيث ان البﻻء شرع على اساس منح فرص لتكامل البشرية من خﻻل نجاح الفرد بالبﻻء وتجاوزه بالصبر سيستحق نيل اﻻجر والتعرض لنفحات اﻷلهية (ان لله في ايام دهركم نفحات إﻻ فتعرضوا لها ) .
وبمقابل من يفشل في تحقيق النجاح سيخسر كل تلك الجوائز والنفحات . وأهل البيت (عليهم السﻻم) مثال يحتذى في مختلف الظروف واﻷحوال وما ينقل عن سيرتهم وأحوالهم دليل على ذلك ،حيث نجد محور حياتهم هو ذكر الله وتقديم رضاه في كل اﻻمور وهذا ما يبين حديث أمير المؤمنين (عليه السﻻم) حينما يقول :ما رأيت شيء إﻻ ورأيت الله قبله وبعده وفوقه وتحته..).فيتبين لنا من خﻻل الكﻻم السابق معنى الحديث الذي تم ذكره في المقدمة (ان المؤمن ﻻ يشغله شأن عن شأن ) اي ﻻ يشغله شأن دنيوي عن  شأن أخروي أو أنه ﻻ يشلغه أي شأن عن ذكر الله . وهناك معاني لطيف لهذا الحديث يمكن ان يلجظها المتأمل .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق